إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
أسماء الله وصفاته
23869 مشاهدة
الأدلة من الكتاب والسنة على صفة العلم


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتكلم على بعض أسماء الله تعالى ومعانيها، في هذه الجلسة نتكلم على اسم الله العليم القدير، وعلى صفة العلم والقدرة، فالعلم صفة من صفات الله تعالى دل عليه اسم العليم، واسم علام الغيوب، واسم عالم الغيب والشهادة وما أشبهها، وكذلك القدير، القدرة من صفات الله تعالى والقدير من أسماء الله، ذكر الله تعالى: وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ العليم: هو العالم بكل شيء، والقدير: الذي هو قادر على كل شيء.
وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على صفة العلم، وأنه صفة كمال، وأقر به من المبتدعة الأشعرية والكلابية؛ ولكنهم اعتمدوا في الدليل على الدليل العقلي؛ حيث يقولون: إن السبع الصفات التي نثبتها إنما أثبتناها بالعقل، اعتمدنا في إثباتها على العقل دون النقل، قالوا: إن الفعل الحادث دل على القدرة، والتخصيص دل على الإرادة، والإحكام دل على العلم، وهذه الثلاث العلم والقدرة والإرادة تستدعي إثبات صفة الحياة، وإذا أثبتنا الحياة فالحي يستلزم أن يكون متكلما سميعا بصيرا، فالحاصل أنهم أثبتوا العلم؛ يعني: أنهم رأوا أن مخلوقات الله تعالى محكمة ليس فيها خلل؛ فقالوا: هذا دليل على أنه سبحانه بكل شيء عليم.